في صبيحة اليوم ال1129 على بدء ثورة الكرامة
السيناريو إياه سيتكرر في جلسة اليوم ( السابعة) على مسرح ساحة النجمة! الانسداد سيد الموقف لكن هناك إصرار على جعل هذه الجلسات محطة سخرية، فمن يمسك زمام الأمور بعدما نال تغطية المنظومة السياسية في إختطافه للدولة وإحتكاره لقررها، لا يضيره الحط من موقع الرئاسة وموقع مؤسسة التشريع، فمشروع الإقتلاع يتقدم على قاعدة تصحير البلد!
فروقات طفيفة في التصويت لن تغير المسار المرسوم، لا ميشال معوض، مرشح "معارضة" النظام، بوسعه تجاوز السقف الذي يمكن الجهات الداعمة حتى الآن، من إستخدام هذه الورقة في التفاوض التحاصصي اللاحق، ولا قدرة بعد لدى "موالاة" النظام على الدفع العلني بمرشحهم سليمان فرنجية لأن ذلك سيظهر حجم الإنقسامات داخل فريق الورقة البيضاء والسوداء في مضمونها! لذلك سيختتم سريعاً جدول أعمال الجلسة لأن ذلك يصب في منحى تقدم مشروع حزب الله الساعي إلى إستنساخ مقيم في بعبدا على شاكلة لحود أو عون!
في الوقت الضائع، لكنه الوقت الذي يطحن مصالح اللبنانيين، ويهدر حقوقهم ويعمق المآسي الذي يدفع إليها فريق الإستبداد المتسلط، فيتلاشى الدور الذي كان للبلد..، هناك في الأفق الفرنسي صفقة يتم "تخيطها" بحضور باسيل، الذي رتبت له قطر زيارة إلى باريس. العنوان المعلن لا مقايضة على إنهاء الشغور الرئاسي .. أما تحت الطاولة، ورغم المستوى السياسي الفرنسي المتواضع الذي إلتقى باسيل، سينقل عنه بالتأكيد هواجسه لجهة"السلة" الكاملة: رئاسة جمهورية ورئاسة الحكومة والتوزيعة الوزارية، أي تفصيل المحاصصة، والأمر بالنهاية لا يزعج العاصمة الفرنسية، ويتم بالتأكيد بالتوافق مع حزب الله، لأن الأمور مع منظومة النيترات لا تتم إلاّ على هذا المنوال! ولئن كان هاجس ماكرون على الدوام، تعويم هذه المنظومة كما برز في مرحلة تفجير مرفأ بيروت، فكيف اليوم مع الدور المناط ب"توتال" والصفقات المتعلقة بالمرفأ!
2- الحملة غير المسبوقة التي شنها نصرالله ضد ثورة تشرين، مستهدفاً الواقع الشعبي الجديد الذي أحدثته، وخطورة إستمراريتها على المشاريع الإقتلاعية التي تستهدف لبنان، وتمكنها من إيصال مجموعة نيابية رغم القانون المفصل على مقاس قوى التسلط الطائفي، ما أدى لتخريب التوازنات النيابية بين فريقي معارضة النظام وموالاته،، لم تفعل فعلها لدى بعض هؤلاء، فما زال صوت الناس مغيب عن التأثير في الحدث الأهم، وما زالت سائر القوى التشرينية في مقاعد المتفرجين!
الأمر طبيعي في أي مسار ثوري، فالثورات نهر يتدفق، وبمقابل مساعٍ يراد منها في المدى المتوسط والبعيد، قلب صفحة التغيير وتصفيتها، فان المسار المتدفق ينظف نفسه. البعض تأخر في الإنتقال والأكيد أنه يعرف كيف يتم إستخدامه وهو يسارع ليصبح مجرد رقم في حسبة التصنيفات التقليدية! ويبدو أن هذا التحول، وقد إكتشف أصحابه أن المرشح ميشال معوض مثال في تلبية عناوين "السيادة" والإستقلالية وأنه يمكن الإتفاق معه في المسألة الإقتصادية والمالية ، ولا سيما مسألة توزيع الخسائر(..) وجهه الآخر والحقيقي متعلق بكل علاقة أصحابه بأولويات الثورة، فرغم الموافقة على العنوان الذي قال أن مشروع تكتل التغييرين هو "الكتلة التاريخية"، جرى التخلي سريعاً عن هذا العنوان الرافعة قبل صياح الديك، والسعي إلى حجز مقعدٍ في قطار منظومة النيترات! وهنا ينبغي التوقف جيداً أمام الجهد الذي لعبه بعضهم للنيل من شعارات الثورة والإمعان في إطلاق صفات كالزعم بأن الآخرين في غيبوبة، إنطلاقاً من التباين الطبيعي في التوجه والرؤى!
لا مكان لمصالح الناس وحقوقها مع منظومة النيترات المسؤولة عن مآسي البلد ووجع أهله، معارضتها هي الوجه الأخر لموالاتها، وعندما تتوفر الظروف وحده القضاء ينبغي أن يكون الفيصل بتحديد حجم المسؤوليات الجرمية التي أقدم عليها كل طرف بحق الشعب اللبناني!
3- وبعد، أولى نتائج ترسيم التخلي عن السيادة والثروة ما ورد في البيان الصادر عن شركة توتال الذي تحدث عن حقلٍ مشترك بين لبنان وإسرائيل. الثابت أن الترسيم منح العدو وصاية كاملة على كل البلوك رقم 9 ، وليس فقط حصة بنسبة 17% من العائدات التي يمكن أن تنجم عن ثروات حقل قانا إن وجدت!
بعد أكثر من 24 ساعة على بيان توتال عن الحقل المشترك وحقوق العدو لا موقف من أي جهة رسمية لبنانية وصمت كامل من حزب الله مع العلم أن الإتفاق بالنهاية يصح تسميته ب إتفاق نصرالله – لابيد!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب والصحافي حنا صالح