هؤلاء النوّاب (وأولئك) الذين انتخبهم الناس، هل يعرفون حقًّا مَن هو الرئيس الذي يريده الناس؟ وإذا كانوا يعرفونه حقًّا، فهل يسمّونه، وهل يقترعون له، أم، يا ترى، يوغلون (بعضهم في الأقلّ) في نرجسيّاتهم وهلوساتهم وكيديّاتهم وحساباتهم الضيّقة (وربّما المشبوهة)، وأضيفُ قصدًا وتعيينًا، كلمة: "اصطفافاتهم" (أسمّيها الاصطفافات المستجدّة)، التي، يا للأسف، وأيضًا يا للعار، تتذاكى، وتتلطّى وراء أصابعها، ولا تنطلي على أحد، بل تندرج – موضوعيًّا وواقعيًّا وعمليًّا – لا في عمليّة الخروج على الاصطفافات، بل في صلب اصطفافٍ واحدٍ محدّدٍ من هذه الاصطفافات القائمة، هو اصطفاف 8 آذار؟
الناس مَن يريدون رئيسًا؟ يريدون الدولة رئيسًا. فقط الدولة. لا شيء سوى الدولة. دولة المؤسّسات. دولة القانون. دولة الحقّ. دولة تطبيق الدستور. لا أكثر ولا أقلّ.
هذا الرئيس الذي "يتوافق" عليه الناس، ليس رئيسًا "توافقيًّا". إنّه رئيس الديموقراطيّة التي تأتي به – نعم – بخمسةٍ وستّين نائبًا، إذا استحال الاتيان به بسبعين وثمانين وتسعين ومئة وإلى آخره.
كلّ مَن يعطّل الاتيان بهذا الرئيس يقف في اصطفاف 8 آذار.
حاشية: لو تعلمون فقط كم أزدري أولئك الذين يرتدون "قناع" 14 آذار. وكم 14 آذار براءٌ منهم.
والحال هذه، أخاطب النوّاب، وخصوصًا منهم مَن يركبون رؤوسهم (والعناد الشكلانيّ)، قائلًا لهم: ساهِموا في الاتيان برئيسٍ ليس من هؤلاء الذين يرتدون "القناع"، أكان "قناع" 8 أم "قناع" 14 (كُثُرٌ يرتدون هذا "القناع" وذاك). أيّ عيبٍ في أنْ تأتوا برئيس يرتدي الدولة، ويرتدي كتاب الدستور، وإن يكن منتميًا إلى – لحظة – 14 آذار (تذكّروا سمير قصير)؟
أنا نفسي (على رأس السطح) أنتمي إلى – لحظة – 17 تشرين، وهي نفسها – لحظة - 14 آذار، ولا أتشرّف بأنْ أنتمي إلى فريقٍ أو أحد، أو بأنْ أضع "قناع" فريقٍ أو أحدٍ على وجهي. كما لا فريق ولا أحد يستطيع أنْ يملي عليَّ ارتداء هذا "القناع"، ولا أيّ "قناعٍ" آخر.
ثمّة، الآن، بين القوى والنوّاب (والمرشّحين!)، مَن يضع رِجلًا في الفلاحة، وأخرى في البور. في لحظةٍ من اللحظات (قد تكون باتت قريبةً؟!)، سيكون متأهّبًا لنقل الرِجلين فيطبش الميزان... وتتأمّن أكثريّةٌ ما. أتعلمون – يا "أصدقائي" النوّاب - أكثريّة ماذا وأكثريّة مَن؟ طبعًا تعلمون. وطبعًا نحن نعلم. والكلّ يعلم. إنّها – آنذاك – أكثريّة 8 آذار. وآنذاك، ستجدون أنفسكم - عراةً (وبلا غشاء بكارة) - فلا يعود ينفع العناد ولا البهورة ولا التذاكي ولا التلطّي ولا "الحياد"، ولا غسل اليد من "الاصطفافات" التي ستومّنون "الغطاء" (والعدد اللازم) لواحدٍ منها (أكرّر: 8 آذار). يا للعار!
الناس يريدون رئيسًا لهم. هؤلاء الناس يريدون الدولة رئيسًا. شوفوا شو بدهم الناس. والسلام.
الكاتب والصحافي عقل العويط