في صبيحة اليوم ال1124 على بدء ثورة الكرامة.

المجد لثورة تشرين.

المجد للثورة التي حملت فيضاً من قيم النزاهة والمواطنة والهواء النقي.
المجد للثورة التي حفر صنّاعها، شعب لبنان، في صخر الفساد والإرتهان المتراكمين، وأثبتوا أن لا عودة إلى الوراء، فذهبوا في 15 أيارإلى تصويت عقابي ضد منظومة النيترات ليوجهوا الرسالة الأبلغ: سيكنس الهواء النقي ما جاءت به القوى الحزبية الطائفية والمذهبية المتكئة في تسلطها على سلاح حزب الله!
بعد 3 سنوات على اليوم المجيد: 17 تشرين 2019، وبعد أشهر قليلة على إنتخابات 15 أيار، التي حرمت حزب الله أكثريته النيابية وحرمت "معارضة" النظام الأكثرية، ومع التعقيدات التي ترافق إنتاج أطراف نظام المحاصصة الغنائمي تسوية جديدة على حساب اللبنانيين، وصف نصرالله الثورة بأنها لعنة أميركية!
إنتبهوا كل اللبنانيين الذين غطوا ساحات لبنان من الناقورة إلى العريضة، ومن بحر بيروت إلى المصنع، هم "لعنة أميركية"، وفق قاموسهم دمى سفارات تحركهم وتمولهم وتزودهم بالسندويشات اليومية وزجاجات الماء، وأخذتهم إلى البصم على الترسيم البحري مع العدو على قاعدة التخلي عن السيادة ، الخط 29، وعن الثروة في حقل كاريش، وتلبية الشروط الأمنية للعدو خدمة لأجندة أولويتها المصالح الإيرانية!
بعد 3 سنوات على ثورة 17 تشرين العصية على الإبتلاع والتطويع، أطل نصرالله غاضباً حانقاً رافعاً الصوت مهدداً الثورة، متباهياً بأنه مارس القمع ضدها. لكن ثورة تشرين كالإنتفاضة العارمة في إيران والمستمرة منذ قرابة ال70 يوماً، تؤلم التسلط  والإستبداد لأنها بالعمق جذوة فرح وحرية لم ولن تنطفيء. هي(الثورة) أكثر ما يزعج مخططات حزب الله، لأن النسيج اللبناني الذي عبّرت عنه عاد وأثبت في صناديق الإقتراع أنه لم يكن بالحدث الظرفي، هو بالضبط ما يهدد قبضة الدويلة على البلد ومقدراته.. وأن بقاءها وتوهجها عند كل منعطف، ورسوخ قيمها نموذج بديل عن مشروع الإقتلاع والإبتلاع، هو الأخطر على مشروعه من طروحات الآخرين في نظام المحاصصة من مدعي "السيادة"!
التهم التي كالها نصرالله توجها بإعلانه: تعوا "نتفق" على رئيس للجمهورية، وإلاّ إستعدوا لشغور طويل! قال: نريد رئيساً بأسرع وقت"، لكن "الضرورة لا تعني ملء الموقع كيف ما كان"!.."نريد رئيساً مطمئناً للمقاومة".."لا يباع ولا يشترى"! وبدا هذا الطرح في مكان ما، إستباقاً لتطور آتٍ إثر ما شهدته الجلسة الأخيرة للبرلمان مع مبادرة نواب التغيير لطرح مسألة النصاب، رافضين بدعة نصاب الثلثين في كل جلسة وأيدهم بعض المعارضة، الأمر الذي سيصعب مهمة بري في المضي في جلسات فولكلورية حتى إنتاج محاصصة جديدة. فطرح نصرالله مشروعه للرئيس الذي يريده مذكراً ب آميل لحود وميشال عون، موحياً بأن فرنجية مرشحه، لتكشف الإشادة بقيادة الجيش عن وجود باب موارب للتوافق حول إسم قائد الجيش! ووضع المنظومة أمام خيار إستنساخ جديد لتسوية العام 2016، بإستنساخ العهد العوني مجدداً، عهد تغطية إختطاف حزب الله للدولة والقرار!
من حملة نصرالله مستهدفاً ثورة تشرين إلى ملاقاته بحملات منظومة "السياديين" غب الطلب، التي منطلقها الإستياء من تعدد الآراء بين النواب ال12، يبدو التحدي الماثل أمام نواب الثورة، رغم كل التباينات بالرأي والقراءات المتفاوتة، العودة إلى رفض كل تطبيع مع منظومة الفساد والإرتهان، ورفع صوت الناس ضد الصفقة الآتية بين "معارضة" و "موالاة" نظام الفساد والإجرام.. إنها لحظة الحقيقة أمام نواب الثورة للمضي بترشيح د.عصام خليفة النموذج لرئاسة الجمهورية. إن واجب الثورة اليوم أن تقدم للبنانيين عبر نوابها للموقع الكبير في الدولة أكثر الناس صدقاً ونظافة وحرصاً على الإصلاحات العميقة وصلابة بالدفاع عن الحق بالسيادة والإستقلال والمصلحة العامة. إنه الترشيح الذي يخدم مشروع إستنهاض الناس، واستعادة مناخ تشرين، لإنهاء الإختلال الوطني بميزان القوى، وبلورة "الكتلة التاريخية" المشروع السياسي البديل، الذي يعول عليه لتحقيق أماني الناس وأحلامهم باستعادة البلد كمكان للعيش والمنافسة وإستعادة الإزدهاروليس محطة رحيل وهجرة.
وبعد لنكرر مع النائب ابراهيم منيمنة: "من قوّض الدولة يا سيد هو من إستعمل سلاحه في الداخل وفي المنطقة..من قوّض الدولة ..معادلة سلاحكم مقابل فسادهم وارتهانكم "كلكن يعني كلكن" لأجندات ومشاريع خارجية. أما 17 تشرين فسيبقى يوماً مجيداً لحالة وطنية عابرة للطوائف".

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن مننن

الكاتب والصحافي حنا صالح