في صبيحة اليوم 1106 و1107 على بدء ثورة الكرامة.
أحداث سريالية تشهدها الأيام الأخيرة لولاية ميشال عون وقد بقي منها 5 أيام.
الرئيس الواجهة، الذي إحترف تعطيل البلد ومصالح العباد، يمارس دوره كاملاً بتوزيع الأوسمة على محظيين ومقربين من الحاشية. وبالمقابل تراجعت فرص التأليف وتبدو مقفلة مع الرشقات النارية التي تعرض لها ميقاتي من الثنائي عون وباسيل. فوفق الأول يَحرمُ ميقاتي "التيار الوطني" من حقوقه الوزارية المكتسبة(..) ووفق الثاني فإن ميقاتي يتحضر لتنفيذ "عملية سطو" على رئاسة الجمهورية، وباسيل سيكون بالمرصاد لإسقاط "المجزرة الدستورية"..أما ميقاتي الذي بادر الصحافين إثر الزيارة الوداعية للقصر بقوله :"أخذوا كل شي ع الرابية ما في مكان ت نام حتى تشكيل الحكومة"، يتصرف على قاعدة أن حكومة تصريف الأعمال ستتولى صلاحيات الرئاسة وملء الشغور، أياً كانت طبيعة التصعيد الذي سيمارسه التيار الباسيلي!
جلسات إنتخاب رئيس جديد أرجأها بري لأنه "لا جدوى من إنعقاد المزيد من الجلسات وسط الإنسداد في التوافق"، وبالتالي إستحالة تأمين نصاب ال86 نائباً لإنتخاب الرئيس! وفي المعطيات باشر بري مشاورات بعيداً عن الأضواء تحت عنوان "التوافق" والسير بعيداً في مخطط إفقاد المجلس النيابي دوره الحقيقي..لكن مناسبة توقيع إتفاق الترسيم البحري مع العدو، المفترض أن تتم يوم غد الخميس، تقدمت ما عداها. وفي سياق التبخير بالإنجاز التاريخي الذي يخجلون من عرضه على البرلمان والمواطنين وهذا من أبسط الحقوق، أكمل حزب الله تاريخية الإنجاز باشتراطه التعتيم الإعلامي على مراسم توقيع إتفاقيىة الترسيم، وأمر بالتشديد على منع تواجد الإعلاميين في حفل الناقورة وحظر إلتقاط أي صورة فوتوغرافية خلاله!
لكن لا يبدو أن الحظر شمل الأقمار الصناعية والتلفزة الإسرائيلية التي ستنقل الحدث، الذي سيتزامن مع إعلان حكومة العدو منح الإذن لشركة "إنيرجين" للبدء بعملية إنتاج وضخ الغاز من حقل "كاريش" اللبناني الذي تخلت عنه منظومة النيترات للعدو بموجب صفقة خارجية دفع ثمنها لبنان، لتنال المنظومة إمكانية إعادة تأهيلها بعدما عرّتها ثورة تشرين وأفقدتها صلاحيتها!
في كل مواقف أطراف المنظومة الناهبة، التي تطال شتى الأمور، يغيب تفصيل بسيط: هموم اللبنانيين ومشاكلهم، مع العتمة وموسم البرد الآتي والجوع الزاحف وإنعدام الفرص أمام الناس المخنوقة. لكن مهلاً فإن معارضة الموالاة في النظام تدير بدورها الظهر لهذه الهموم الصغيرة! لذلك يتم ترك الناس فريسة لوباء الكوليرا، مع إنعدام جهوزية المستفيات والتراجع الكبير في إمكانات المواطنين تأمين متطلبات العلاج، وعدم وجود كميات من اللقاح الضروري، لكنهم لم يوفروا النصائح التي تراوحت بين الدعوة إلى إستخدام الخل والكلور!
ولنعد إلى الإنتخابات الرئاسية فقد إرتسمت الوقائع التالية:
1 – الورقة البيضاء كتلة المتسلطين اليوم رغم التناقضات فيما بينهم تراهن على الوقت والعيون على الخارج بانتظار تعليمة تسمح بتمرير أقرب مرشحٍ لها!
2 – ناخبو ميشال معوض، الذي تراجعت حظوظه بعد المواقف الأخيرة لجنبلاط وجعجع، ناوروا بترشيحه لتكبير وزنهم في المعادلة وحجز مكان بارز لهم في التوافق ودورهم في إعادة تشكيل سلطتهم!
3- ناخبو "لبنان الجديد" أو غبره من التسميات، هم مجموعة على قارعة الإنتظار، ينتظرون نتائج المفاوضات والمشاورات والمساومات.
4 – "تكتل التغيير" رغم صعوباته وبروز خلافات بين بعض أعضائه، بات من الصعب أن يستمر بعدده الحالي. لكن خروج أحدهم وإبتعاده قد لا يشكل بالضرورة تلك الخسارة، فالتوافق بين الأكثرية والنائب أسامة سعد وما ومن يمثل، تدعم الدور والأداء لنواب الثورة، مع الرد النوعي من جانبهم على الذين عن سابق تصور وتصميم ذهبوا إلى تجريد اللعبة الديموقراطية من مضمونها.
تمثل الرد النوعي بتقديم مرشح رئاسي يليق بأحلام اللبنانيين ببلد من حقه أن يستعيد الفرح. نعم الدكتور عصام خليفة، الذي تجرأ نيابة عن كل اللبنانين على توجيه تهمة الخيانة العظمى لمن هدر السيادة والثروة، هو المرشح الطبيعي الذي يشبه التشرينيين وأكثرية اللبنانيين، وتعكس كل مواقفه العزم على الحفاظ على النسيج اللبناني..وليكن واضحاً أن هذا الترشيح هو العنوان لإستعادة النهوض الشعبي والدفع لقيام "الكتلة التاريخية" لبلورة البديل السياسي لكل الطبقة السياسية التي أوصلت اللبنانيين إلى الجحيم.
صعب المسار لكن اللبنانيين على الموعد إن توفرت عناصر الثقة والشفافية والوضوح وسقوط الرهانات الصغيرة. المسار التشريني نهر متعذر محاصرة تدفقه وسيستمر رقراقاً ينظف نفسه.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب والصحافة حنا صالح