في صبيحة اليوم ال1101 و1102 على بدء ثورة الكرامة.

 

"يمكن فعل الكثير بالحربة إلاّ الجلوس عليها"!
تذكرت هذا القول المأثور ل "تاليران"، مع تتالي المشهدية الهزلية والمخزية في البرلمان، وما يدور خارجه من مناورات حيث أصحاب الإنقسام الشكلي يبحثون تقاسماً جديداً! كلهم أداروا الظهر للناس، في بلد منهوب تُرك أهله لمصيرهم فيما يتصارع الذئاب المتسلطين إن بقوة الإتكاء على السلاح اللاشرعي والخارج أو بالإستناد إلى التحريض الطائفي، والهدف الأسمى إعادة إنجاز مهمة تأهيل منظومة النيترات المجرمة!

 

لكن قبل ما يدور في العلن والخفاء، لا بد من التهنئة الحارة المستحقة للنائب فراس حمدان بعدما كرّس المجلس الدستوري نيابته، وفشلت الضغوط التي مارسها الثنائي المذهبي لإسقاطه والتي بلغت حداً كبيراً ما إضطر الرئيس طنوس مشلب لفضحها، وهو المدرك جيداً أن الطعن المقدم من لائحة "الأمل والوفاء" ونجمها رمز الكارتل المصرفي خير الدين، كان فارغاً يفتقر لأيِّ بيِّنة كان يمكن إعتمادها لتعديل النتيجة.
نعم التهنئة مستحقة، لفراس ولنواب الثورة وثورة تشرين، وبالأخص أولئك الذين نظموا وخاضوا المواجهة مباشرة مع حزب الله وفريقه في هذه الدائرة وأحدثوا الفارق. وما تكرار إعلان سقوط مروان خير الدين، أحد رموز الكارتل الناهب الذي إلتقت على دعمه أكبر منظومة مالية وميليشياوية، إلاّ التأكيد مجدداً على أن الصفحة التي فتحتها الثورة عميقة جداً والتاريخ الحقيقي للبلد واللبنانيين ستخطه الثورة التي لم تنطفيء!

 

وبعد، ما حدث في جلسة البرلمان لم يكن مفاجئاً، فالفريق الذي يقوده حزب الله ويضم عون وبري وباسيل وفرنجية..يسعى واقعياً للشغور في الرئاسة بانتظار إشارة ما أو تعليمة(..) وأولويته الإستئثار، من خلال حكومة يقودها البنكرجي نجيب ميقاتي تكمل مخطط الإنهيار العام! والفريق الآخر الذي يكرر الإعلان عن أعداد غير واقعية على الورق، ويعتبرها أكثرية، لم يكشف كل أوراقه بعد، فيعود كل مرة إلى إطلاق حملة إستهداف ممنهج ضد "تكتل التغيير"، وما في جعبته أنهم أسموا أنفسهم بالسياديين وكل ما فعلوه أنهم إمتطوا "تويتر" و"فايسبوك" وأعلنوا القتال ضد الإحتلال الإيراني فيما هم في كل المنعطفات في مكانٍ آخر، وبالتأكيد "الخط 29" خط السيادة والثروة يقرأهم السلام! ع فكرة كانوا إقتراعاً و"مقاطعة" مع لائحة حزب الله ضد فراس حمدان والياس جرادي وعلي مراد ورفاقهم و"إن كنت ناسي أذكرك"!
نفتح مزدوجين للقول أن الحملة ضد نواب الثورة مفهومة فالكل التقوا موضوعياً حول عنوان إفشال هذا التحول النوعي. والأكيد أن التحامل ضد النواب ال13 الذين إتسعت صفوفهم بالتحالف مع د. اسامة سعد ورفاقه، لم يبلغ كل مداه بعد.. والأكيد أن نواب تشرين لن يكونوا لقمة سائغة لمخططات آخر همها إنتشال البلد وإنقاذ أهله، وهذا لا يبرر مطلقاً "الفولات" التشرينية!
الحملة على أشدها ضد نواب الثورة، فيما يعبر الفريق الكتائبي في نفس الوقت عن إستعداد لحوار بشأن الرئاسة، ويبلغ جنبلاط النائب ملحم الرياشي موفد جعجع، أنه لن يستمر بدعم المرشح ميشال معوض وسيشارك بالتشاور والحوار للتوافق على رئيس عندما يوجه بري الدعوة لذلك!
هنا لا بد من القول، أن الزعم بمسؤولية ما على نواب الثورة بوصد الأبواب أمام إنتخاب معوض، زعم فارغ يراد منه تغطية ما يدور تحت الطاولة، وأمر لافت المدى الذي بلغته حملة الإستهداف مع عنوان النهار اليوم:"..التغييريون يحبطون الفرصة! وأي فرصة هي التي أحبطت؟ بداية ليس ميشال معوض مرشح الثورة، ومتعارض في مواقفه، وأهمها نهب البلد وإفقار الناس، مع المباديء والعايير التي طُرحت، والأمر الأكيد أن أكثر من 330 ألف مقترع صبّوا أصواتهم للوائح التغيير إنتقاما من الطبقة السياسية المتسلطة إستهدفوا كذلك في التصويت العقابي الفريق الذي "يدعم" معوض، والمرشح ميشال معوض! والأمر الأهم من سواه، أنهم جميعاً في الإنقسام النيابي الشكلي، رضخوا للإفتئات على الدستور وتعاموا عن أن المشكلة الحقيقية، هي في فرض نصاب الثلثين في كل الجسات، الأمر الذي يجافي الدستور والقانون والمنطق. ما من أحد منهم عارض فتوى بري بنصاب الثلثين، هذه الكذبة ألغت عملياً إحتمال الإنتخاب، وحولت واقعياً جلسات المجلس إلى مناسبات هزلية، بانتظار "توافق" خارجه ليبقى للنواب دور البصم! فمهلاً النهار بيطلع ولا أحد يقنعنا أن الفجر لن ينبلج ما لم يصيح ديك النهار!

 

وبعد (وعذراً مسبقاًعلى الأنا) لي بين نواب الثورة رفاق مسيرة وأصدقاء أتوا من وجع الناس ومن الساحات التي عرفت الهدير المحبب.. رفاق، مع بقية النواب ال13، لن يخيبوا الآمال ولن تهتز الثقة بهم ولا الإصرار على المحاسبة والحث على التصويب ولا تهاون ولا تعامي عن "الفولات" التي يقعون فيها.
جلسة الإنتخاب ليست المناسبة لرمزيات وأوراق خاوية وممارسة من خارج السياسة خالية من المضمون. ليس أوان "الولدنة" فهي مزعجة ومهينة ومؤذية لمن تمثلون ولكل اللبنانيين!  فوق ذلك ينبغي الإتعاظ، فمن غير الجائز التوافق على مرشح يعتذر قبل بدء الجلسة، وأنتم تعلمون أنه بالنهاية كان في الفريق الحكومي للحكومة – الواجهة، التي شكلها في حينه "السيد" وجميل السيد، نيابة عن قصر المهاجرين! لا تريدون السير بالمرشح الرمز د.عصام خليفة يعود الأمر لكم، لكن بينكم من هو أهل، وآن أوان الخروج من المواقف الرمادية!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

الكاتب والصحافي حنا صالح