في صبيحة اليوم ال1088 على بدء ثورة الكرامة
في الثالث من أيلول الماضي أطلق نواب الثورة المبادرة الرئاسية الإنقاذية حول إستجقاق إنتخاب رئيس للجمهورية. وتضمنت الوثيقة 4 عناوين:
أولاً: الرؤية
ثانياً: المقاربة
ثالثاً: المعايير
رابعاً: المبادرة
قال تكتل التغيير في موقفه: "نحن مواطنون غاضبون مقهورون معذبون، نسمع أنين وجع اللبنانيين، ونشعر بهدير إنتفاضتهم وثورتهم..بعدما نهبت أرزاقهم وأموالهم ومدخراتهم..وبعدما أوصلتنا المنظومة السياسية الحاكمة إلى تحطيم سيادة الدولة" ..المعنى أن المطلوب للرئاسة رجل دولة من خارج منظومة التسلط الطائفي المرتهنة ومن خارج محاصصة التوريث.
جاءت جلسات التشريع، فلم يبقى فوق الغربال أيٍ من الأسماء النيابية الطامحة للرئاسة. التصويت على الخط 29، خط السيادة والحدود وحقوق اللبنانيين بثروتهم، كشف كل جماعة السيادة "آ لا كارت"! تنكروا بفظاظة للسيادة وللدستور!
والتصويت على قانون رفع السرية المصرفية أظهر العداء الأصيل للمنظومة ضد الناس وحقوقهم، وخصوصاً ضد المودعين بوضع قانون فاسد يمنع ملاحقة مرتكبي الجرائم المالية، فتظهر إنحياز المجلس النيابي إلى الكارتل المصرفي الفاجر.
بدا المجلس منقسماً إلى تكتلين كبيرين الأول يقوده نصرالله، والثاني مع تداخل مع الأول، يقوده سلامة والكارتل المصرفي.. والتشبيه هو لأحد نواب الثورة.
بالتأكيد ينبغي الذهاب إلى جلسة الإنتخاب باسم يمتلك رؤية مشابهة لما طرحه التكتل وتنطبق عليه المعايير والمقاربة التي ترسم اي بلد يستحقه أهله وكيف يكون الإستحقاق"محطة من محطات حماية الجمهورية واستعادة الدولة".. وتم التأكيد أن "لا حلّ آخر للبنان سوى هذا الحل من خلال تطبيق الدستور"..وكان نواب الثورة في ذروة الوضوح عندما أكدوا أنهم "مشروع سياسي جديد، مشروعنا، مشروع الكتلة التاريخية العابرة للإصطفافات الطائفية والمناطقية والزبائنية".. ولتكن المعركة الرئاسية محطة في خدمة هذا المشروع وبلورته كبديل سياسي وحده يمكن التعويل عليه.
لماذا د.عصام خليفة لرئاسة الجمهورية؟
لا يمكن في هذه العجالة أن يُنصف د. عصام خليفة. فطيلة السنوات الماضية تحولت مواقفه من السيادة، ومن الخط 29 وحدود لبنان وحقوق شعبه إلى بوصلة للوطنيين اللبنانيين. لا يمكن لأي جهة أن تتنكر للطروحات العلمية والقانونية التي قدمها، وكذلك الحجج التاريخية التي عرضها ودافع عنها كشخصية سيادية صافية. لم تستوقفه مصلحة خاصة ولا مكاسب لفئة أو جماعة، فعلى الدوام أثبت أن هاجسه حماية المصلحة الوطنية وحقوق كل اللبنانيين.
د. عصام خليفة إبن الجامعة الوطنية وأحد أبرز رموزها، تقدم صفوف الحركة الطلابية التي ناضلت من أجل تطوير الجامعة والإرتقاء بالتعليم وبالمدرسة الرسمية. كان نقابياً قاد الحركة الطلابية التي ساهمت في بناء الجامعة الوطنية، وكان رئيساً لرابطة أساتذة الجامعة وأبرز رموز الدفاع عن مكانتها ودورها كجامعة لكل الوطن.
ويعدُّ د.خليفة بين أبرز المختصين بتاريخ لبنان، ومراحل تطور البلد وفهم الثغرات التي واجهت مسيرته لتجاوزها. مؤلفاته عن تاريخ لبنان، وأبحاثه والوثائق التي نشرها، التي تطلبت سنوات بحث في الأرشيف العثماني في إسطنبول، وفي "الكي دورسيه في باريس، ومكتبة الفاتيكان.. مرجع لا غنى عنه ليس للتعرف على الماضي فقط بل ولتحديد مسارات المستقبل.
د.خليفة المتعمق بالدستور والمدافع عن وثيقة الوفاق الوطني: "إتفاق الطائف". هو من أبرز الوجوه السيادة المستقلة فعلاً لا قولاً. وجه يستحيل تصنيفه أو تعليب مواقفه، وجه مقاوم حقيقي أكثر شبهاً بمواطنينا الصابرين، الذين صنعوا ثورة "17 تشرين". يعرف وجع الناس لأنه يعيشه، ويعرف آمالهم وهو ممن قاتل من أجل هذه الآمال.
د.عصام خليفة مرشح لرئاسة جمهورية ينبغي أن تتسع لأحلام اللبنانيين لتحول أحلامهم إلى واقع.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.
الكاتب والصحافي حنا صالح