في صبيحة اليوم ال982 و983 على بدء ثورة الكرامة.
لا تخافوا!
صحيح أن الدولار يصورخ في سوق الصرف، ومعه كل السلة الغذائية، والطوابير تتزاحم على الأفران طلباً لرغيف الخبز، والمياه مقطوعة عن البيوت، والكهرباء لم يعرفها لبنان زمن الأجداد، والتعويض عنها متيسر بنور وجوه المتسلطين، لكن.. الطوابير تراجعت على محطات الوقود بعدما قنّن كثير من المواطنين إستخدام السيارة لأن المشي صحي جداً.. أما الكثير من الحقوق الأولية فلبنان على الطريق للتخلص النهائي منها: الإنترنت، الإستشفاء والرعاية الصحية كما التعليم..
لا تخافوا، ها هو المجلس النيابي كلف النجيب، تشكيل حكومة ستكون باكورة أولوياتها الثأر من الممارسة الإجرامية بحق الناس وطي صفحة موبقات حكومة تصريف الأعمال. نجيب التكليف غير نجيب التصريف، وعندما تتوفر الأموال سيعاد المسروق، والمحظوظ سيجد دواء السرطان! فماذا تريدون أكثر من ذلك "بدنا نتعاون سوا"؟
الذين ضربوا عرض الحائط بكل مدلولات العملية الإنتخابية وتوق اللبنانيين للتغيير، وكرسوا مجدداً بقاء حكومة الفشل والإرتكابات ترعى نهاية عهد الإنهيار الكبير وإنضمام اللبنانيين إلى شعوب "قوارب الموت"، فراحوا إلى الورقة البيضاء في خطوة تعسفية بإلغاء أصوات المقترعين، أو بدعة "اللاتسمية" إذ لاحاجة لرئاسة حكومة، لأن نوافاً مقلق كبديل، لمن ارتاحوا لحلول نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي مكان الدستور، فغطت بدعة "اللاتسمية" بقاء مرشح حزب الله..فها هم، يتسقطون الأخبار عن الخطى في زمن شغور رئاسي آتٍ يعمل له حملة الأختام. يدور النقاش خلف الأبواب المغلقة حول بدعة جديدة ستقدم ضمن سياق "إجتهاد دستوري" بأنه إن تعذر التأليف( والأمر مضمون) وتعثر إنتخاب الرئيس الجديد في الموعد الدستوري، فإن هذه الحكومة ستعتبر حكومة كاملة الصلاحية لعدم وجود بديل لها، ويمكنها بالتالي أن تدير البلاد وتمسك صلاحيات رئاسة الجمهورية، وعلى الطريق بعض الترميم بتغيير حفنة أسماء وكراس! ومرة أخرى إما رئيس من محور الممانعة الإيرانية أو تأبيد الفراغ الرئاسي! مصالحهم الضيقة والآنية دفعتهم إلى التعامي عن فارق معروف وهو أن حزب الله يعلم كيف يؤكل الكتف ويعمل لذلك!
وهكذا يكون "التذاكي"، ولن نقول التبعية والإرتهان لبندقية لا شرعية يحاربونها عبر منصات التويتر وفايسبوك، قد أفضى إلى الدوران في حلقة مفرغة والبلد وأهله في القعر! لكن سيكون من الوهم الكبير الإعتقاد أن ما جرى يعني التخلص مما أفرزته الإنتخابات النيابية، وأنه سهل اخذ البلد إلى مرحلة إنعدام الدولة! في حين فشلت كل المحاولات لتبديد المناخ التشرين الذي عاد في 15 أيار للتصويت العقابي ضد التحالف المافياوي، فهو سيعرف طريق إستعادة الساحات وبلورة البديل، دون التقليل من صعوبات حاضرة بعدما أضاعوا، عن سابق ترصد وتصميم، مشروع بداية حلٍ ممكن يضع البلد على سكة إستعادة الدولة المخطوفة.
في السياق ما على اللبنانيين إلاّ إنتظار البدع، وهي لن تتأخر، ففي لبنان حيث "الخطف قليل" كما يقول صنديد الداخلية راعي تشجيع السياحة، اقدم "القاضي" المولوي الدستوري الضليع على فتح الحرب ضد ما أسماه "ترويج" الشذوذ الجنسي، في خطوة كاريكاتورية لجعل مواقع دينية تتمسك ببقائه في الداخلية، وإن كان ثمن الخطوة يعني تحول لبنان إلى بلد عنصري يضيق على الحريات ويهمش فئات مهمشة أصلاً، ويضرب المباديء الإنسانية!
معاليه الذي تدخل لإبطال توقيف وملاحقة متحرش، ضرب عرض الحائط بقرار مجلس شورى الدولة الذي أبطل في العام 2021 كل القرارات التي إتخذها الأمن العام في أيلول من العام 2018 بمنع دخول باحثين على خلفية مشاركتهم في مؤتمر تناول حقوق المثليين في الدول العربية، وذهب بعيداً بالضرب عرض الحائط بالدستور وشرعة حقوق الإنسان، وقفز فوق ما سبق وأن أكده القضاء اللبناني من أن "المثلية هي ممارسة حقٍ طبيعي وليست جريمة جزائية"!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب: الصحافي حنا صالح




 (1) (1) (1) (2) (1) (1) (2) (2).jpg)